
توقفت قافلة الصمود المتجهة إلى قطاع غزة، والتي انطلقت من تونس في التاسع من يونيو 2025، عند مشارف مدينة سرت الليبية بعد أن واجهت صعوبات أمنية وإدارية حالت دون مواصلة طريقها نحو الحدود المصرية. القافلة، التي ضمت مشاركين من تونس والجزائر وموريتانيا، سعت إلى إيصال رسالة دعم رمزية للشعب الفلسطيني في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة، غير أن مسارها اصطدم بجدار من المعوقات فور دخولها المناطق التي تسيطر عليها قوات شرق ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر.
عند وصول القافلة إلى مشارف سرت، فرضت قوات موالية لحفتر طوقاً أمنياً على المشاركين ومنعتهم من التقدم نحو الشرق الليبي. ورغم المحاولات المستمرة من منسقي القافلة للحصول على تصاريح رسمية لمواصلة الرحلة، أكدت السلطات في شرق ليبيا أنها لا تملك الضوء الأخضر من القيادة في بنغازي، وأن أي تحرك باتجاه الحدود مع مصر يحتاج إلى تنسيق مسبق مع الجهات الأمنية هناك. هذا التبرير زاد من حالة التوتر بين المشاركين، خاصة بعد تداول أنباء عن اعتقال عدد من الناشطين والمدونين ضمن القافلة.
إضافة إلى العراقيل الإدارية، واجه المشاركون ظروفاً إنسانية صعبة داخل المخيم المؤقت الذي أقيم في محيط سرت. فقد شهدت المنطقة انقطاعاً في المياه والغذاء، وسط ضعف في وسائل الاتصال وانعدام للخدمات الصحية الأساسية. كل ذلك ألقى بظلاله على الروح المعنوية للمشاركين، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين التعقيدات السياسية المحلية والضغوط الأمنية المتزايدة.
القافلة التي قوبلت باستقبال شعبي حافل في غرب ليبيا خلال الأيام الأولى من دخولها، وجدت نفسها فجأة في مواجهة مع واقع سياسي معقد. فالمرور عبر ليبيا نحو الحدود المصرية يتطلب موافقة متعددة المستويات، خصوصاً في ظل العلاقة المتوترة بين غرب وشرق البلاد، وتعقيدات التنسيق مع القاهرة التي لم تصدر أي تصريح رسمي يسمح بدخول القافلة إلى الأراضي المصرية عبر معبر السلوم.
في ظل هذه الظروف، قررت القافلة التراجع نحو مدينة مصراتة، حيث بدأ التنسيق لعودة آمنة إلى تونس. وأكد منسقو القافلة أن هذا القرار جاء لحماية المشاركين وضمان الإفراج عن المعتقلين الذين تم توقيفهم خلال الأيام الأخيرة. كما دعوا السلطات الليبية والمصرية إلى تسهيل مثل هذه المبادرات المدنية التضامنية التي تهدف إلى دعم الشعب الفلسطيني، دون أن تكون رهينة للتجاذبات الإقليمية أو الحسابات الأمنية الضيقة.
ورغم فشلها في بلوغ غزة، اعتبر كثيرون أن القافلة نجحت في تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه أي محاولة عربية رسمية أو شعبية لكسر الحصار على القطاع، وأظهرت مجدداً أن الطريق إلى فلسطين لا يمر فقط عبر الحدود، بل أيضاً عبر
اترك تعليقاً